sheltna.rigala.net

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
sheltna.rigala.net

اغانى افلام اسلاميات مسرحيات مسلسلات العاب برامج


    حرب لا تنتهى

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 147
    تاريخ التسجيل : 11/07/2009
    العمر : 32
    الموقع : https://sheltna.rigala.net

    حرب لا تنتهى Empty حرب لا تنتهى

    مُساهمة  Admin الإثنين يوليو 27, 2009 4:03 am

    الحرب انتهت

    ووقف الملازم على جثت العساكر

    وأقدام المصابين

    ابتسم لا إرادياً

    ثم غادر المكان وهو يصفر

    في الجانب الأدنى من الجرح

    تأوه الرقيب

    تأوه العساكر

    مثلما الكلاب كورال الحي

    ليلاً عندما لا ينامون

    بينما وقف ركن الحرب

    عاطلاً عن العمل بعدما انتهت الحرب

    أي ركن أنت الآن يا سيدي؟

    إذاً كن أي ركنٍ تشاء

    ولكن

    افتح صناديق الإعانة

    واعطني خبزاً لأطفالي الصغار

    لا حاجة لي بالذخيرة

    طالما الحرب انتهت !!

    وللذين لم يواكبوا المسيرة

    الشعبية

    لهم إردب قمح نتن

    وأكياس من الرمل المقدس

    رمل صحراءنا الغربية

    والأناشيد القصيرة



    يا سيدي ...

    الحرب انتهت

    وأنت ما تزال على أهبة الاستعداد

    (نعم إنني اضغط على الزناد)


    هذه الطفلة التي تغني

    وهي تحمل حقيبة الدراسة

    وهؤلاء الأطفال الذين


    يلعبون السيجا على الطريق



    وفي الجوار نقطة التفتيش

    جنود الحِراسة


    وهذه المرأة التي تحمل الشمعدان




    لشاهبندر النخاسة

    تضيء ليله الذي قضاه في نجاسة



    كلهم يضرعون بالدعاء

    لبقرة لا تلد إلا جواميس مريضة

    كلهم يقفون صفاً واحداً

    طوابير ...

    إنها سايكولوجيا شعبية

    لا تنتهي بانتهاء الحرب ..

    يا سيدي

    الفرقة الميمنة

    اضربت عن الطعام

    لأنهم لا يجدون في مخزن الثكنة العسكرية

    ما يليق بالجوع

    إنهم - يا سيدي - يحلمون بالرجوع

    مُرْ بانصرافهم

    أو بـ(استرح)

    إنهم - ببساطة الإنسان -

    يشتاقون لزوجاتهم الجميلات

    الواقفات على شرفات البيوت

    يحملنّ في صدورهن العارية

    قلائد عليها صورهم الوسيمة

    يحملن في ثيابهن رائحة

    آخر قُبلة من حبيب

    غادر ... دون أن يدري متى يعود

    يحملن في جلودهن مسحة من أيديهم

    المبللة بالعرق

    إنهن ما يزلن واقفاتٍ يا سيدي

    فمر بانصرافهن بالرجال

    عساكر الشرف

    فالحرب قد انتهت ... وانتهينا

    ( لا )

    كم أكره الرجاء المختوم

    بهذا الـ( لا )

    كم أكره التوسل حين يعني

    أنني لا أنال ماء وجهي

    بعدما يندلق على الحذاء

    فليذهب ماء الوجه إلى الجحيم

    طالما ظل الوجه في مكانه سليماً

    وما يزال يدل الناس عليّ

    سيدي ...

    هذه رسالة من أمهات العساكر

    إلى قائد المعسكر

    ألف قبلة مرتجفة على الطوابع البريدية

    ألف دمعة ساخنة

    تمسح برودة الحبر ...

    الحبر يا سيدي

    ( لا )

    كم أكره هذه الـ( لا )

    الحرب انتهت

    ( لا ... لم تنته بعد )

    ما زالت النساء

    تخاف أن تنام في الظلام

    وما زالت الأطفال لا تنام

    اجعلني على سقف كل بيت

    فانوس إنارة

    اجعلني على كل سرير

    إله إثارة

    وجعلني على أكتاف

    بعض العساكر

    محض إشارة

    إنما الأمهات لا يعرفن

    غير القلق ... وبعضاً من الخوف

    الذي لا ينتهي مثل هذه الحرب

    يرجع الملازم المبتسم

    ليبصق لبانه - بعد انتهاء النكهة -

    على أرض ما تزال مبتلة بالدماء.

    يرسم بعصاه الهزيلة

    خطين في جدول صغير

    ثم يمحي ما رسمه

    بالحذاء الجديد

    وينصرف دون أن يأمر

    بانصراف العساكر

    وما تزال النساء واقفاتٍ

    على الشرفات

    في انتظار عودة آباء النطف

    التي تلعب في البطون

    إذاً فلننتظر

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين سبتمبر 16, 2024 2:11 pm